alt

عديلة الجهني أول متبرعة كلى

في منتصف السبعينيات كنت أسكن مع أسرتي في مدينة الخرج لأن والدي كان يعمل في المصانع الحربية آنذاك؛ كنت متعلقة جدا بأختي الكبرى جمالات وكنت ألازمها منذ صغري، جمالات الحنونة والمتفائلة والإيجابية دومًا بالرغم من إصابتها بمرض مناعي عانت منه لمدة سنوات.
كنت في الخامسة عشر من عمري عندما علمت أن أختي جمالات أصيبت بالفشل الكلوي بسبب المرض المناعي وأصبحت تتلقى غسيل الكلى 3 مرات في الأسبوع.. كانت معاناة غسيل الكلى من أسوأ التجارب المنهكة والمؤلمة لأختي التي كانت تتألم من المرض ومن رحلة الغسيل التي استمرت لسنوات.
سمعت من أسرتي بأن بصيص الأمل الوحيد، والغريب نوعًا ما عني لأنني لم أسمع به من قبل، والذي ستتحسن من خلاله جمالات إذا أجرت عملية زراعة كلى!
قاموا جميع أخوتي الكبار بعمل تحاليل مخبرية لإيجاد متبرع متوافق من العائلة، لكن لم يكن أي منهم متوافق مع أنسجة وفصيلة دم جمالات.. لم يطلبوا مني أن أجري التحاليل المخبرية للتبرع لصغر سني حيث كان عمري ١٧ عاماً، وكان قد مضى على زواجي أقل من شهر وكنت قد انتقلت مع زوجي لخارج المملكة.
وفي زيارتي لأهلي في المملكة بعد ٣ أشهر علمت بما حصل وأصررت أن أقوم بعمل التحاليل للتبرع، كان والدي ووالدتي معارضين لتبرعي ولكن رؤية ابنتهم تتألم أجبرهم على الموافقة بعد إصرار كبير. كنت على أمل أن تعيش أختي حياة بدون معاناة.
اثنين من بناتها في وقت واحد، أول وجه أراه بعد الإفاقة من العملية التي استغرقت أكثر من 6 ساعات.
علمت أن جمالات أيضًا بخير وأن العملية قد نجحت، وبعد يومين أحضروا أختي أمامي لتطمئن على صحتي، وشعرت بالراحة وكأن الألم قد زال بعد رؤيتها والاطمئنان عليها أيضًا.

الحمد لله مرت الأيام، أنجبت ابني الأكبر بعد العملية بسنتين حسب أوامر الطبيب ولم أعاني من أية مشاكل صحية بسبب التبرع، ومن ثم ابني الثاني، ثم ابنتي.
لم أكن أعلم أن الله سيرزقني ابن يعاني من المرض ذاته، وقد كان تبرعي لأختي قبل سنوات سبب وتسخير الله سبحانه وتعالى أن يتمم عملية زراعة للكبد والكلى لابني بنجاح والحمد لله.

عمليات زراعة الأعضاء هي نعمة كبيرة من عند الله سبحانه وتعالى، لمن عانى ويعاني لسنوات من أمراض الكلى ومعاناة الغسيل الدوري والمستمر مثل ابني، وقد تكون عملية الزراعة هو الأمل الوحيد لإنقاذ حياة مرضى غسيل الكلى..

رسالتي أنه إذا كنت تستطيع إنقاذ روح أو تخفيف معاناة شخص مريض ممن يحتاجون لزراعة الأعضاء استشر المختصين في المجال وتعرف أكثر عن التطورات والتقنيات المذهلة في عمليات زراعة الأعضاء واستخر الله لعل أن يكتب لك أجر التبرع وإنقاذ حياة.
قال تعالى (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)


كن جزءًا من قصة ملهمة وأجرٍ لا ينقطع 

كلمات مفتاحية :التبرع بالكلى

التقييم

آخر تحديث: 2024-05-29

هل وجدت هذا المحتوى مفيدا؟

0 من الزوار أعجبهم محتوى الصفحة من أصل 0 مشاركة